ما السر في تقدم وتأخر بعض الأقدار؟
إذا تساءلت يوماً:
لماذا حصل هذا القدر وفي هذا التوقيت ؟
- يتقدم فلان صاحبك في مقاعد الدراسة ويتخرج
وأنت تتأخر عن التخرج
- يتزوج فلان الأصغر منك سنا و أنت
لم تتزوج بعد
- تذهب لقضاء معاملة فتتقدم على من معك
وتتأخر أوراقهم
- تبدأ العلاج فتستجيب له وتتقدم في الشفاء
وهم يتأخر شفاؤهم
- يتقدم الأصغر منك سناً في العلم وتتقدم أنت
في التجارة و المال
الإجابة:
لأن الله هو المقدم والمؤخر
قدم المقادير كلها وكتبها في اللوح المحفوظ
هو الذي يقدمك في أشياء
و يؤخرك عن أشياء لحكم عظيمة تخفى عنك
ثق أن التقديم و التأخير يحمل في طياته الحكم العظيمة
التي قد تعجز الجبال عن حملها..!
لذلك لا تحزن و لا تيأس إن تأخر رزقك
فالله قد يكون أخر الرزق
لكنه قدم لك نعم عظيمة لا تعد و لا تحصى
إن سنة التقديم و التأخير
هي أقدار مكتوبة ولا مهرب منها
وهذا التأخر الذي يقض مضجعك يخفي في داخله
ألطاف لاتعد ولاتحصى
تأمل في حياتك وتأخيراتك وتقديماتك
وتيقن أن الأمر به الحكمة الخير
فلان يصلح له التأخر في الدراسة وفلان لا يصلح له
إلا التقدم والسبق !
فلان يصلح له التأخر في الزواج و فلان لا يصلح له
إلا التقدم في الزواج
فلانة يصلح لها التأخير في الإنجاب
و فلانة لا يصلح لها إلا السبق في الإنجاب
••
ليس التأخر المؤلم هو تأخر الرزق، بل الأشد إيلاماً تأخر
العبد في سيره إلى الله
الله عزوجل رفع الخلق بعضهم على بعض
و نرى فلان متقدم في العلم
وآخر متقدم في الصيام
وفلان متقدم في القرآن
فمن الذي قدمهم ؟
الله جل في علاه المقدم
وماقدمهم إلا لعلمه أنه يستحقوا هذا التقديم
يقول النووي في شرح مسلم :
(يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه
ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه )
حينما يقدمك الله للطاعة و لما يحب فهذا من توفيقه
و حينما يؤخرك فهذا من الخذلان و نعوذ بالله من الخذلان
ضع هذين الاسمين نصب قلبك وعقلك
عالج بهما مشاعرك و أفكارك
عندما يهمك التقديم والتأخير ..
ذكر نفسك بها كثيراً
( شرح اسم الله المقدم واسم الله المؤخر)